السبت، 8 يونيو 2013

استغلال الإجازه الصيفيه و أقسام الناس فيها



 
 
بسم الله
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
 
 
أيها الإخوة: إننا نستقبل إجازة المدارس في هذا العام، الإجازة النهائية التي تبلغ حوالي ثلاثة أشهر، أو تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً.
هذه الإجازة هل ينبغي أن نجعلها كاسمها إجازة، أو نقول: هي إجازة مقيدة، بمعنى: أنها إجازة من الدروس النظامية، ولكنها ليست إجازة في طلب العلم وفي طلب ما ينفع الإنسان؟ ينبغي أن نجعلها كذلك، وأن نجد فيها غاية الجد في طلب ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، لا نقول: إن الدراسة انتهت، فإن عمل المرء لا ينقضي حتى يأتي أجله، كما قال الله عز وجل: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99] وقيل: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".
 
 
استغلالها بطلب العلم الشرعي
ولكن الواقع أن الناس ينقسمون في هذه الإجازة إلى أقسام كثيرة: منهم: من يتفرغ في هذه الإجازة لطلب العلوم الشرعية التي لم يقرأها في دراسته النظامية، أو التي قرأها على عجل دون أن يتمهل فيها وأن يتعمق فيها، وهؤلاء خير الأصناف، أعني: الذين يتفرغون في هذه الإجازة لطلب العلم الشرعي، وما هي الوسيلة لذلك؟ الوسيلة -والحمد لله- الآن موجودة، يوجد دورات في المدن الكبيرة، يجلس لها أهل العلم يعلمون الطلبة، وهناك أيضاً مراكز صيفية إذا يسر الله لها أقواماً أمناء، أهل علم وإيمان انتفع بهم الشباب ولا شك، وهناك كتب ومؤلفات يقرؤها طالب العلم ويتمرن على كسب العلم عن طريقها، ولكن احذر أن تقرأ كتباً مضلة فكرياً أو خلقياً أو منهجياً، فإن ضررك من هذه الكتب أكثر من غفلتك عنها، اقرأ كتب العلماء الذين عرفوا بالعلم والإيمان كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه ابن القيم، كذلك كتب الفقهاء إذا كنت تتحمل أن تبحث وأن تقارن بين أقوال العلماء، كذلك مثل كتب شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله وفي التفسير وغير التفسير، ومثل كتب شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله من فتاويه أو غيرها، وغير ذلك من كتب أئمة الدعوة والحمد لله وهي متوفرة.
هذا هو الصنف الأول من الأصناف الذين يتمتعون بالإجازة.
 
 


 
 
استغلالها بالذهاب إلى مكة والمدينة للعمرة والزيارة
وهناك صنف من الناس يسيرون في الأرض يذهبون إلى مكة وإلى المدينة يتمتعون بعمرة وزيارة، والعمرة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها: «العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما» فتكون العمرة كفارة لما بين العمرتين من صغائر الذنوب، وزيارة المسجد النبوي قربة إلى الله عز وجل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام،
 
 
 
 
 ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» وليس لهذه الزيارة أو العمرة حد محدود، فيمكن أن تبقى أسبوعاً أو شهراً أو أكثر من ذلك حسب ما يتيسر لك، وحسب ما يناسبك وأهلك، وتزداد بذلك ثقافة ومعرفة لأحوال الناس، لا سيما وأن الناس الذين يفدون إلى مكة و المدينة من جهات شتى من العالم الإسلامي، فيحصل لك جلوس إليهم، واحتكاك بهم، ودراسةٌ لأحوالهم، وإرشادٌ لهم لما هم عنه غافلون أو به جاهلون.
 
 
 
مكة -شرفها الله- فيها المسجد الحرام، وهل فيها أمكنة أخرى تزار في العمرة أو لا؟ العمرة ليس فيها شيء إلا المسجد الحرام، تطوف وتسعى وتقصر وانتهت العبادة ليس هناك عبادة سوى هذا، الصلوات معروفة، ولكن ليس هناك أماكن يسن للإنسان أن يقصدها.
 
وبعض الناس يتعمد أن يذهب إلى غار حراء يظن أن هذا من السنة وليس كذلك، غار حراء غار كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينبأ، ونزل عليه الوحي وهو في هذا الغار، ولكن لم يعد النبي صلى الله عليه وسلم إليه بعد ذلك ولا كان الصحابة يقصدونه، وهناك
 
 
 
 
 
وهناك غار آخر يقصده بعض الناس يظن أنه قربة، وهو غار ثور الذي اختفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة وإتيانه ليس بسنة ولا قربة إلى الله عز وجل، لكن لو أن الإنسان صعد على جبل حراء أو على جبل ثور من أجل أن يطلع فقط دون أن يتقرب إلى الله بهذا الصعود، فهل ينكر عليه؟
الجواب
لا ينكر عليه، ينكر على الإنسان الذي يذهب يتعبد لله ويتقرب إلى الله بذلك.
 
 
 
 
وفي المدينة النبوية اقصد بذهابك إليها الصلاة في المسجد النبوي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة» وأول ما تقصد المسجد تصلي فيه وليس له حد محدود، صلِّ فيه فرضاً واحداً أو اثنين أو ثلاثة، يوماً أو يومين أو ثلاثة أو أكثر، ليس فيه خمس صلوات كما يقول بعض العوام، ولا فيه أربعين صلاة كما يقول آخرون، بل صلِّ ما شئت.
 
 
ثم زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، هذا القبر كان هو مسكنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له زوجات مات عن تسع منهن، وكل واحدة لها بيت، وهذا الذي هو فيه بيت عائشة رضي الله عنها، ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم كان من عدله أن يذهب إلى كل امرأة في يومها وهو مريض، ويقول: «أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟» فهم زوجاته رضي الله عنهن أنه يريد يوم عائشة، فأذنَّ له أن يمرَّض في بيت عائشة، فبقي عند عائشة مريضاً وآتاه الموت يوم الإثنين، اللهم صل وسلم عليه،
 
 
ثم زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، هذا القبر كان هو مسكنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له زوجات مات عن تسع منهن، وكل واحدة لها بيت، وهذا الذي هو فيه بيت عائشة رضي الله عنها، ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم كان من عدله أن يذهب إلى كل امرأة في يومها وهو مريض، ويقول: «أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟» فهم زوجاته رضي الله عنهن أنه يريد يوم عائشة، فأذنَّ له أن يمرَّض في بيت عائشة، فبقي عند عائشة مريضاً وآتاه الموت يوم الإثنين، اللهم صل وسلم عليه،
 
 
 
 
وصادف ذلك اليوم يوم عائشة، ومات وهو في حجرها عليه الصلاة والسلام، وآخر ما طعم من الدنيا ريقها؛ لأن أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر دخل ومعه سواك والنبي صلى الله عليه وسلم يحتضر، فجعل ينظر إليه، فعرفت عائشة أنه يريده فقالت: آخذه لك؟ فأشار أن نعم، فأخذته وقضمته بأسنانها، أي: قطعت الألياف التي كان عبد الرحمن يتسوك بها، ثم قضمته وعلكته وطيبته وصار من أحسن ما يكون، ثم أعطته النبي صلى الله عليه وسلم فاستاك به بيده الكريمة، قالت: "فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استن استناناً -يعني: استاك استياكاً- أحسن منه" فصار آخر ما طعم من الدنيا ريقها رضي الله عنها.
 
 
 
المهم أنه مات في هذا المكان، والحمد لله ما زال فيه منذ دفن إلى اليوم، والأرض لا تأكل منه شيئاً، الأنبياء كلهم لا تأكلهم الأرض، فقد حرم الله جل وعلا على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء.
 
وإذا انتهيت من الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في أي مكان منه، وإن كان في الروضة وهي ما بين بيته ومنبره فهو أحسن، إذا انتهيت فاذهب إلى القبور الثلاثة: قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وقبر عمر، وسلم عليهم، ابدأ أولاً بالرسول صلى الله عليه وسلم وسلم عليه، قف أمامه وقل: ((السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)) .
 
 
هذه أحسن صيغة تسلم بها على الرسول صلى الله عليه وسلم، ودع عنك ما يذكره بعضهم في بعض الكتيبات الصغار، وسلم عليه بما علمه أمته.
ثم اخط خطوة عن يمينك لتكون تجاه أبي بكر رضي الله عنه، وسلم عليه وقل له: ((السلام عليك يا خليفة رسول الله، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمدٍ خيرا ))-ثلاث كلمات- ثم تجاوز قليلاً خطوة واحدة عن يمينك لتقف تجاه عمر رضي الله عنه، وسلم عليه وقل: ((السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمدٍ خيراً)).
 
 
 
 
وهناك مزار ثالث وهو البقيع، مقبرة أهل المدينة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد» ، فتأتي وتسلم على المقبرة أول ما تدخل على الجميع بالسلام المعروف: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم .
 
 
 
ثم اعمد إلى قبر الخليفة الثالث عثمان وهو معروف، سلم عليه، قف أمامه وقل: ((السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، اللهم ارض عنه واجزه عن أمة محمدٍ خيراً)).
ثم انصرف ولا تدع في المقبرة، فالمقبرة ليست مكان دعاء، وأهل القبور لا يُدعون، أهل القبور يدعى لهم ولا يُدعون، فهم في حاجة.
هذه ثلاثة مزارات.
 
 
الرابع: مسجد قباء، تطهر في بيتك واخرج إليه وصل فيه ما شاء الله، فإن من تطهر ببيته وخرج إلى قباء وصلى فيه كان كمن أدى عمرة، وصلِّ فيه ما شئت ثم انصرف، قال الله تبارك وتعالى مخاطباً نبيه: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة:107] أربعة أغراض لمسجد الضرار، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108] صل في قباء ركعتين أو ما شئت، ثم انصرف.
هذا المزار الرابع.
 
الخامس: شهداء أحد، والمكان معروف ومقبرتهم معروفة، سلم عليهم كما تسلم على سائر المقابر، وإن شئت فخصص منهم حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي له هذا اللقب العظيم: أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن حمزة، وقد استشهد حمزة في غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة.
هذه خمسة مزارات في المدينة وما سواها فلا أصل له،
 
 
 
وليس هناك مسجد قبلتين ولا مسجد غمامة ولا شيء، لكن تعرف أن بعض الناس يستغل الفرصة لأكل المال بالباطل، فيقول للناس الذين لا يعرفون: هذا مزار كذا، وهذه سبعة مساجد، وهذا مسجد غمامة، وهذا مسجد القبلتين وما أشبه ذلك، فهذا استغلال وأكل أموال الناس بالباطل، حتى إني رأيت في شرقي الطائف حصاةً حجراً يقولون: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتكأ بمرفقه على هذه الحصاة، وهي في سفح جبل، والرسول عليه الصلاة والسلام ما جاء إلى الطائف من هذه الناحية، لكن الناس يريدون أن يلعبوا على الجهال فيسلبوا أموالهم
 
 
 
انتهينا الآن من بلدين شريفين عظيمين يسافر إليهما بعض الناس في الإجازة، ومن الناس من يسافر لزيارة قريب له في بلاد أخرى، يسافر يزورهم ويصلهم ويستأنس بهم مدة يقدرها الله عز وجل، وهذا أيضاً سفرٌ مبرور وصاحبه مأجور، لأنه سفر لصلة الرحم، وهو مشروع، ويثاب صاحبه على هذا السفر، ويحصل لك أن تشاهد أقاربك وتحبهم ويحبوك وفيه خير كثير.
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
استغلالها بالسفر للمتعة المباحة
وهناك صنف يسافر لمجرد المتعة لكنها متعة حلال، وهذا جائز، له أن يسافر وإن كان سينفق أمواله لكنه سينفقها في مباح، والنفوس تكل وتسأم وتتعب مع الدروس، فإذا انطلقت وذهبت لينفس الإنسان عن نفسه فلا حرج، الدين والحمد لله يسر، لكن بشرط ألا يذهب إلى محرم، فمثلاً: لا يذهب إلى أماكن الأغاني والمطربين والملحنين؛ لأن شهود أهل الباطل باطل، وقد قال الله تبارك وتعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ} [النساء:140] فلا تشهد باطلاً لا أغاني، ولا رقصاً، ولا شيئاً محرماً؛ لأنك إذا فعلت ذلك فقد استعنت بنعم الله على معصية الله، وهذا لا يليق بالعاقل فضلاً عن المؤمن.
استغلالها بالسفر المحرم إلى بلاد الكفر
الصنف الخامس: من يسافر لبلاد كافرة، وهذا أخطر ما يكون، بلاد الكفر بلاد قد دمرت من الإيمان، لا تسمع فيها أذاناً ولا إقامة، وإنما تسمع نواقيس النصارى وأبواق اليهود، لا تسمع فيها (الله أكبر) كيف يليق بالمؤمن أن يذهب من بلاد يعلن فيها بتكبير الله وتوحيده إلى بلاد لا يسمع فيها هذا؟! مع ما يشاهد في أسواقها وفي مقاهيها وفي مطاعمها وفي فنادقها من الشر،
 
 
مع أن بعض الناس يذهب للأسف بعائلته وهم صغار فتترسم هذه الصورة الباطلة في أذهانهم ولا ينسونها أبداً، وهذا السفر إلى التحريم أقرب منه إلى الإباحة، وقد صرح بعض علمائنا المعاصرين أن ذلك حرام، حتى لو أن الإنسان من أتقى الناس؛ لأن الإنسان بشر والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
فإياك أن تسافر وحدك أو بأهلك إلى بلاد الكفر! احذرها وابتعد عنها لا خير فيها ولا في أهلها.
 
الصنف السادس: ومن الناس من يبقى في بلده في متجره أو متجر أبيه، أو في مزرعته، أو مع مواشيه، فهؤلاء على خير ما داموا لا يأتون محرماً في هذا الجلوس.
 
 
 
 
‏وصية الشيخ محمد صالح المنجد لطلاب الجامعة في الإجازة الدراسية :

 خطّط لإجازتك* ࿐ ᵗ🍃🌹
 
 
 
أسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا، وأن يصلح شبابنا وشاباتنا وشيوخنا وكهولنا إنه على كل شيء قدير.
محمد بن صالح العثيمين
عذرا عالإطاله...شاكره لكم حسن المتابعه
 
تقديم الصارمه
 
 
 
http://islamqa.info/ar/ref/20096

الثلاثاء، 14 مايو 2013

1 قصص عن تمية الذات

                                                                   
 
يحكى بأن رجلاً كان خائفاً على زوجته بأنها لا تسمع جيداً وقد تفقد سمعها يوماً ما.
فقرر بأن يعرضها على طبيب أخصائي للأذن.. لما يعانيه من صعوبة القدرة على الاتصال معها.
وقبل ذلك فكر بأن يستشير ويأخذ رأي طبيب الأسرة قبل عرضها على أخصائي.

قابل دكتور الأسرة وشرح له المشكلة، فأخبره الدكتور بأن هناك طريقة تقليدية لفحص درجة السمع عند الزوجة وهي بأن يقف الزوج على بعد 40 قدماً من الزوجة ويتحدث معها بنبرة صوت طبيعية


إذا استجابت لك وإلا أقترب 30 قدماً،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 20 قدماً،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 10 أقدام وهكذا حتى تسمعك


وفي المساء دخل البيت ووجد الزوجة منهمكة في إعداد طعام العشاء في المطبخ،
فقال الآن فرصة سأعمل على تطبيق وصية الدكتور.
فذهب إلى صالة الطعام وهي تبتعد تقريباً 40 قدماً


ثم أخذ يتحدث بنبرة عادية وسألها

"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم أقترب 30 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم أقترب 20 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم أقترب 10 أقدام من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم دخل المطبخ ووقف خلفها وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".

فقالت له ……."يا حبيبي للمرة الخامسة أُجيبك… دجاج بالفرن".



(إن المشكلة ليست مع الآخرين أحيانا ًكما نظن.. ولكن قد تكون المشكلة معنا نحن..!!)
   
2
                                                                          

اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي

كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ، خلال الرحلة تجادل

الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه

الرجل الذي انضرب على وجهه تألم و لكنه دون أن ينطق بكلمة

واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي

استمر الصديقان في مشيهما إلى إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا

الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة

و بدأ في الغرق، و لكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق
و بعد ان نجا الصديق من الموت قام و كتب على قطعة من

الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي

الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله : لماذا في

المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال و الآن عندما أنقذتك

كتبت على الصخرة ؟


فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على

الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ، و لكن عندما يصنع

أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا

يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها

السبت، 9 مارس 2013

كيف تُـنمَّى الذكاءات المتعددة لدى الأطفال؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~بسم الله الرحمن الرحيم               الحمدلله والصلاةوالسلام على سيدنامحمدوعلى اله اجمعين ..

 كيف تُـنمَّى الذكاءات المتعددة لدى الأطفال؟

تعودنا في بيوتنا وفي مدارسنا أن نعطي تقديراً عالياً للطالب المتميز في قدراته اللغوية أو قدراته الحسابية. وإذا أحرز هذا الطالب الدرجات النهائية في هاتين المادتين يعتبر ذلك من علامات التفوق والنبوغ.

أما بقية القدرات والملكات لديه، أو لدى زملائه فلا تأخذ منا الاهتمام نفسه، وربما يؤدي هذا بالأبوين في البيت أو المدرسين في المدرسة أن يهتموا بأولئك الطلاب المتفوقين في المواد التقليدية التي تحتاج للقدرات اللغوية أو الحسابية فقط ويهملون باقي الطلاب، على الرغم من تمتعهم بملكات وقدرات وذكاءات هائلة، ولكنها للأسف ليست داخلة في نطاق الاهتمام والرعاية


~وقد أدت هذه الرؤية القاصرة والمختزلة لأبنائنا وطلابنا إلى تمرد الكثيرين منهم وخروجهم عن نطاق توقعاتنا، لأنهم لا يجدون أنفسهم في النظام التربوي في البيت، أو في النظام التعليمي في المدرسة لأنهم –لسوء الحظ– لديهم قدرات وذكاءات لا نعرفها نحن ولا نقدرها حق قدرها.



وبما أننا في مجتمعاتنا نعلي من قيمة الطاعة والخضوع والاستسلام، فإننا نتوقع منهم أن يخضعوا لرؤيتنا ويتفوقوا فيما نريده نحن بصرف النظر عما لديهم من إمكانات وملكات، وهم على الجانب الآخر يريدون شيئاً آخر يشعرون بجذوره داخلهم ولكنهم لا يستطيعون تبينه لأن النظام التعليمي والاجتماعي لا يسلط الضوء عليه، 


 وربما يفسر لنا هذا الكثير من المشكلات التي يواجهها الآباء مع أبنائهم في البيت ويواجهها المدرسون مع الطلاب في المدارس، وتدهور العملية التعليمية بشكل ينذر بالخطر. فنحن لسنا على الخط نفسه مع طبيعة أبنائنا الدينامية المتنوعة، ومقاييس النجاح والتميز لدينا ضيقة محدودة ونمطية ومرتبطة بالماضي. فكل أب وأم يحلمان بأن يكون ابنهما طبيباً أو مهندساً وتسقط بعد ذلك بقية المهن والمهارات والاهتمامات.



وقد شاءت حكمة الله أن يخلق الناس متنوعين، وأن يخلق في داخل كل نفس قدرات متنوعة، وهذا يعطي الحياة ثراءاً ونمواً وتطوراً وتفاعلاً وتكاملاً، يقول تعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" (سورة هود 118-119).

ومن هنا ظهر مفهوم الذكاءات المتعددة ليعيد رؤيتنا الشاملة لأنفسنا ولأبنائنا، ولكي نرى بوضوح مواطن قوتنا وضعفنا. وهذا المفهوم يصحح ما كان سائداً على المستوى العام، وأيضاً على المستوى العلمي، فقد دأبت معظم اختبارات الذكاء المعروفة على قياس قدرات محددة وتهدر في الوقت نفسه مساحات هائلة من القدرات البشرية، لذلك كانت تعطينا فكرة جزئية عن ذكاء المفحوصين.


وهذا المفهوم أيضاً يؤكد فكرة أن الله لم يحرم أحد من ميزة أو ميزات، وأن كل إنسان منا جاء للحياة وفي داخله كنز لو استطاع اكتشافه والاستفادة منه، فإنه يترك بصمة قوية في هذه الحياة ويساهم في عمارتها.


أنواع الذكاءات المتعددة


 والآن نحاول عرض أنواع الذكاءات ومواصفاتها:

•  الذكاء اللفظي/ اللغوي: وصاحب هذا الذكاء نجد لديه قدرة متميزة على القراءة واستخدام الكلمات ببراعة لتعبر عما يريده، وهذا يعطيه قدرة على الحديث المشوق وعلى المحاورة الذكية وعلى الدعابة والطرفة التي تأتي في موعدها ومحلها، وربما نراه كاتباً مميزاً أو شاعراً موهوباً أو صحفياً أو خطيبا مفوها يأسر عقول وقلوب سامعيه


•    الذكاء المنطقي/ الحسابي: هذا الشخص يكون لديه قدرة مميزة على التعامل مع الأرقام والرموز وعلى حل المشكلات الحسابية والرياضية، وعلى فهم العلاقات بين الأرقام والرموز، ولديه قدرة واضحة على تصميم المنحنيات والأشكال البيانية وعلى التفكير الاستنباطي وحل المشكلات الرقمية والمعادلات، وربما نراه عالما رياضيا أو فيزيائيا، أو خبيرا اقتصاديا



•    الذكاء البصري الفراغي: هنا نجد تميزاً في التخيل والرسم والتصميم واستخدام الألوان والظلال، والتقليد والمحاكاة والتصوير، والتخيل الفراغي، وتقدير الأشكال والأحجام. وهذا الذكاء نجده في الرسامين والنحاتين والفنانين، بشكل عام، ومهندسي التصميمات


•الذكاء الاجتماعي (البين شخصي): يتمتع صاحب هذا الذكاء بالقدرة على فهم الآخرين وتفهم دوافعهم واحتياجاتهم، والقدرة على التواصل والتعامل مع الناس بفاعلية، والقدرة على التعاون والعمل الجماعي، ولديه مهارات قيادية ويستطيع أن يعبر للآخرين عن آرائه ورؤاه ويستقبل ويتفهم آراءهم ورؤاهم، وهو في النهاية في حالة انسجام وتناغم وتعاون مع غيره من الناس. وهذا الذكاء نجده في المهتمين بالعمل الإجتماعي والسياسي والعلاقات العامة والمصلحين والزعماء.



• الذكاء التأملي (الداخل شخصي): هذا الشخص يمارس التأمل الداخلي بكفاءة ويقوم بعمليات الاستبطان فيقرأ مشاعره وانفعالاته، ولديه القدرة على التركيز والتفكير المنطقي العميق والمركب والمتعدد المستويات، ولديه قدرة هائلة على التخيل ومعالجة الأفكار والمشاعر والاستراتيجيات، ودائماً نجد رأسه مليئة بالأفكار رغم صمته وعزلته. وهذا النوع من الذكاء نجده لدى الفلاسفة والمفكرين والمخططين وعلماء النفس




• الذكاء الجسدي/ الحركي: هنا نجد تميزاً في استخدام لغة الجسد والحركة، أي أن الشخص في هذه الحالة يمتلك موهبة خاصة في التعبير الجسدي (حركة العينين وعضلات الوجه واليدين وسائر الجسد) ولذلك يمكن أن يمارس التمثيل بأنواعه، حيث لديه القدرة على لعب الأدوار المختلفة والتعبير بالإيماءات والإشارات والتعبير الدرامي عموماً، وبعضهم لديه القدرة على الرقص الإبداعي التعبيري، والبعض الآخر نجده مميزاً في التمثيل الصامت (البانتوميم ). ويمتلك أيضاً هذا النوع من الذكاء أصحاب المواهب الرياضية كلاعبي الكرة والجمباز والرياضات المختلفة.


• الذكاء الصوتي: صاحب هذا الذكاء لديه قدرات خاصة في سماع الأصوات والتمييز بينها بدقة فائقة، ولديه قدرة على الإبداع الصوتي، والعمل في المجالات التي تتعلق بالصوتيات عموماً.



الذكاء الحدسي (الحاسة السادسة): هناك بعض الأشخاص لديهم قدرة خاصة على التوقع أو التنبؤ بشكل لا يمكن تفسيره أو إخضاعه للمنطق، وكأن بداخلهم بصيرة خاصة أو شفافية معينة تجعلهم قادرين على قراءة الأحداث بشكل أكثر وضوحاً من بقية الناس. وصاحب هذا الذكاء هو نفسه لا يعرف كيف يتم هذا. ويتعلق ذلك أيضاً ببعض الظواهر النادرة مثل التخاطر عن بعد أو الإحساس بأشياء خارج نطاق الحواس. وهذه موضوعات يوجد حولها نقاش وجدل كثير، ومع هذا فهي موجودة على الندرة.




• الذكاء الوجداني: وهو مفهوم جديد للذكاء وصفه دانييل جولمان، وأصبح صيحة جديدة حيث اتضح أنه يكمن وراء نجاح كثير من المشاهير والعظماء في التاريخ. وصاحب هذا الذكاء يتميز بوعي عميق بذاته والقدرة على قراءتها والتعبير عنها، إضافة إلى مشاعر حية وجياشة وإيجابية، مع دافعية عالية للعمل والإنجاز والتفوق، إضافة إلى قدرة ممتازة على تفهم مشاعر واحتياجات الآخرين والتعاطف معهم. 




. وأخيراً نجد هذا الشخص يتمتع بقدر عالٍ من المهارات الاجتماعية تتيح له فرصة متميزة من التوافق مع الناس ومع الحياة وتفتح أمامه الطرق للنجاح والتفوق. وأصحاب الذكاء الوجداني يتمتعون بكاريزما خاصة تجعلهم محبوبين من الناس، وربما تبوءوا مكانة الزعماء والنجوم والمشاهير. ومما يدعم هؤلاء الأشخاص ذوي الذكاء الوجداني المرتفع قدرتهم الهائلة على تحمل الاحباطات، وتفاؤلهم الواضح والمميز حتى في أصعب الظروف، وهذا يعطيهم قدرة على اجتياز الصعاب والعقبات والوصول إلى تحقيق أهدافهم، فهم لا يحبطون ولا ييأسون ولا يتوقفون عن الحلم والعمل والرقي.



• الذكاء العملي (الميكانيكي أو اليدوي): نجد هذا الشخص متميزاً في التعامل مع الأجهزة والآلات والمعدات، ويمكن أن نكتشف هذا النوع مبكراً في مرحلة الطفولة حيث نجد الطفل قليل الكلام ولكنه مهتم بفك وتركيب الأجهزة المنزلية والأدوات الكهربية كالراديو والمسجل والتلفزيون وإذا أحضر له أبواه لعبة فإنه سرعان ما يقوم بتفكيكها ومحاولة إعادة تركيبها. وهو يفضل التعامل مع الأشياء على التعامل مع الناس.


• الذكاء الروحي: ربما تكون قد قابلت في حياتك أشخاصاً ترى في وجوههم صفاء وروحانية من نوع خاص وتشعر بالارتياح للنظر إليهم والقرب منهم لأن القرب منهم يجعلك تشعر بأن الدنيا ما زالت بخير وأنهم يحلقون بك في عالم الصفاء والنقاء والسلام. وإذا قابلنا في حياتنا شخصاً من هؤلاء فإننا لا ننساه أبداً لأنه يترك في نفوسنا حالة من الطمأنينة والارتياح والسلام.



وهذا النوع من الذكاء ينتشر بشكل خاص في القادة والزعماء الروحيين والدينيين والمتصوفين، ويكون له تأثير هائل في الأتباع، وهذا التأثير ليس بسبب بلاغة في الحديث أو قدرة على الحوار والإقناع، وإنما هو بسبب ما يشع من وجه هذا الشخص من نور وما يصل إلينا منه من معاني السمو والطمأنينة والصدق والسماح والرحمة والحب.





إذن، وبعد استعراضنا لكل هذه الأنواع من الذكاءات، ربما نشعر إلى أي مدى كنا نختزل أنفسنا ونختزل أبناءنا حين لا نرى إلا جزءاً صغيراً منا ومنهم، وربما يستدعي هذا مراجعات كثيرة في نظمنا التربوية والتعليمية تضع كل هذه الأنواع من الذكاء في الاعتبار، وإذا نجحنا في ذلك فإن باستطاعتنا تفجير طاقات هائلة من الإبداع والتميز فينا وفي أبنائنا وكأننا وقعنا على الكنز الذي أودعه الله فينا وكنا من قبل لا نراه، ولوجدنا في أنفسنا وفي كل إنسان نتولى رعايته أو تربيته موطن أو مواطن عظمة تعمر به الحياة.

بقلم: الدكتور محمد المهدي

  مجلة بلسم لشهر شباط 2012 العدد رقم 440

قدمته الأخت سعادتي قرآني بارك الله بها












الأربعاء، 13 فبراير 2013

الأسرة السعيده



القدوة الحسنة
يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: ﴿ يا آيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليهم ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ﴾ [التحريم:6]
نحن اليوم أحوج ما نكون إلى أسر تربي أولادها، إلى أب مربٍ ، إلى أم مربية، لذلك كانت هذه السلسلة تحدثنا عن أهمية الأسرة، وعن أهمية التربية، وعن اختيار الزوج، واختيار الزوجة، وعن النفقة الحلال، والدعاء للأبناء، وعن العدل بين الأبناء، وعن المكافأة والعقوبة، وأثر كل ذلك في التربية ، وعنوان خطبة اليوم: القدوة الحسنة وأثرها في التربية .
أنت ـ أيها الأب الكريم ـ قدوة لولدك شئت أم أبيت، رضيت أم لم ترضَ، فعيون أولادك متعلقة بك، إن قمت قاموا، وإن قعدت قعدوا، وإن تحركت تحركوا، وإن سكنت سكنوا ، أنت ـ آيتها الأم قدوة ـ لبناتك أردت أم لم تريدي لو قلت لأولادك: لا تقلدوني، ولا تتبعوني فأنا على خطأ ، إن ما تراه عيونهم أصدق مما تسمعه آذانهم، فهم سيتبعونك، وربك سائلك عن إتباعك وإتباعهم لك، وخطبة اليوم ثلاثة أقول تربوية :
 القول الأول : يقول أهل التربية وعلم النفس والاجتماع إن الإنسان كائناً من كان يحتاج في هذه الحياة إلى خمسة أشياء يبحث عنها :
1- يحتاج إلى عقيدة يعتقدها : لن تجد إنساناً على هذه الأرض إلا وله عقيدة هناك قوم يعبدون القمر، وقوم يعبدون البقر، وقوم عبدوا الحجر، وأناس عبدوا البشر ، لا يوجد إنسان على هذه الأرض بغير عقيدة، ما دام إنسانً فهو يبحث عن عقيدة.
2- إلى هدف يسعى إليه : هذا يريد أن يكون من كبار التجار هذا هدفه ، وآخر يريد أن يصير من أصحاب الجاه العريض هذا يريد أن يصبح أستاذاً جامعياً ، هذا يريد أن يصير ولياً من أولياء الله تعالى، كل إنسان على هذه الأرض له هدف يسعى إليه .
3- إلى قدوة يقتدي بها : فهذا قدوته التاجر الفلاني، وهذا قدوته الشيخ الفلاني، وهذا قدوته اللاعب الفلاني، وهذا قدوته المغني الفلاني، وهذا قدوته السياسي الفلاني ، لن تجد إنساناً ليس له قدوة، فالإنسان يحتاج إلى خمسة أمور: إلى عقيدة يعتقدها، و إلى هدف يسعى إليه، و إلى قدوة يقتدي به و:
4- إلى جماعة ينتمي إليها .
5- وإلى مادة روحية يغذي بها روحه .
وهذه الخمسة إن لم تكن خيرة ستكون شريرة ، إن لم تضع لأبنائك قدوة صالحة سيبحثون عن قدوة طالحة ، إن لم ترسم لأولادك أهدافاً نبيلة سيرسمون لأنفسهم أهدافاً وضيعة. هذه الخمسة إن لم تكن خيرة ستكون شريرة، وإن لم تكن حسنة ستكون سيئة، إن لم تكن صالة ستكون طالحة، فاجتهد أن تكون قدوة صالحة لأولادك، ولاتكن الثانية، وأجتهد أن تربط ولدك بقدوة صالحة من الناس من العلماء، والأدباء والصلحاء، ولاتترك ابنك أو ابنتك يقتدي بالعاطلين، أو البطالين، أو الساخرين، أو المفرطين فتفقد هذا الولد .
 القول التربوي الثاني : يقول أهل التربية يتعلم الناشئ بعينه 60% سيئين وبأذنيه 30% ثلاثين وبباقي حواسه 10% :
ابنك وأبنتك يتعلمان بالعين ستين 60% وبالأذن 30% ثلاثين وبباقي الحواس 10%عشرة بمعنى أن ما يراه أبنك فيك من أعمال وأقوال، وتصرفات يدعوه إلى الإقتداء بك أكثر ما يدعوه منطقك، قد تقول له: يا ولدي لا تكذب، لكن عيناه تريانك تكذب، فهو يتعلم بالعين أكثر ما يتعلم بالأذن، قد تقول له: يا ولدي، كن مع الصالحين، غير أنه لا يرى أباه مع الصالحين، فهو يتعلم بما تراه عيناه أكثر مما يتعلمه بأذنيه، فإذا كان منطق الأب مهذباً ، كان الابن كذلك، إن كان لباس الأم محتشماً كان لباس البنت كذلك، وإن كانت أعمال الأب وفق الشريعة الإسلامية فعل الابن كذلك، وقد قالوا :
بأبه اقتدى عدي بالكرم ومن شابه أباه فما ظلم
وبالمقابل قالوا :
إذا كان رب البيت بالطبل ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
لا يستقيم أن تنه أولادك عن الأمور السيئة، ثم يرونك كفعل تلك الأمور ، جاء في كتاب دراسات نفسية لعبد الرحمن عيسوي يقول: ( لقد أدت المقارنة بين اتجاهات الأطفال واتجاهات أبائهم الدينية إلى أن تلك الاتجاهات مرتبطة إرتباطاً وثيقاً) اتجاه أبنك مرتبط بإتجاهك فأنت قدوة له) هذا المسح في الدراسة النفسية قال ( إن معظم الأولاد يمشون وراء آبائهم في إعتناقاتهم واعتقاداتهم وأفعالهم ) .
 القول التربوي الثالث والأخير يقول ابن خلدون ( إن الإنسان يأخذ معارفه وأخلاقه وما ينتحله من المذاهب والفضائل تارة علماً وتعليماً ،وتارة محاكاة وتقليداً ) :
يرى شيئاً فيقلده يرى شيئاً فيحاكيه يعني يمشي معه ، إن الإنسان يأخذ معارفه وأخلاقه وما ينتحله من المذاهب والفضائل تارة علماً وتعليماً، وتارة محاكاة وتقليداً، إلا أن حصول الملكات عن طريق المحاكاة والتقليد أشد أستحكاماً ورسوخاً. من هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) لم يقل صلوا كما تسمعوا مني عن الصلاة ، أنا أفعل الأمر وأنتم تقتدون بي ( صلوا كما رأيتموني أصلي )( ) وقد قال أبو هريرة يوماً ( ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبن أم سليم يعني :أنس أبن مالك، وذلك أن سيدنا أنساً نشأ في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يحاكي ويقلد قدوته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فصارت صلاته كصلاته ، فالابن يقلد أباه وأمه في ما يفعلان لأنهما قدوة له شاءا أم أبيا .
عن عبد الله ابن عامر قال : دعتني أمي يوماً وكنت صغيراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً في بيتنا
فقالت : تعال أعطيك
فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أردت أن تعطيه
قالت : أردت أن أعطيه تمراً ، [الأم تريد أن تقول للولد الصغير تعال تعال خذ أعطيك فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : ما أردت أن تعطيه قالت أردت أن أعطيه تمراً ]
فقال : لها أَمَا لو أنك لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة( ) أنت تكذبين على الولد فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم أن تكذب الأم على ولدها في تمرة حتى لا يقتدي الولد بأمه فيتعلم الكذب
وروي عن عائلة دمشقية مؤلفةٍ من أب وأم وستة عشر ولداً من الإناث والذكور، الأولاد الستة عشر يحفظون القرآن الكريم، وهم ما بين طبيب، وطبيب أسنان، ومهندس ومهندس زراعي، وصيدلاني وخريجات أوائل من كلية الشريعة، يقول لي أحد أبناء هذه الأسرة حفظنا القرآن الكريم كلنا، لأن أبي يحفظ القرآن الكريم ولأن أمي تحفظ القرآن الكريم، وأنا لا أعرف أبي ومنذ وعيي للحياة نام عن صلاة التهجد، الولد يقول : أنا أراقب أبي منذ وعيت الحياةَ لا أعلم أن أبي فاتته صلاة التهجد، يقوم قبل الفجر بساعة أو ساعتين ليقرأ القرآن الكريم في صلاته، منظره هذا حرك فيأولاده التوجهَ نحو القرآن الكريم. إنها القدوة وأثرها في التربية .
أما أب كثير الكذب، وقد شاع كذبه بين أفراد الأسرة، وأشتهر أمره بالكذب فهو يكذب جاداً، ويكذب مازحاً، يكذب سراً، ويكذب علانية، ولديه غلام ونشأ على الإقتداء بأبيه فكان الولد كذاباً، وكان الأب يحذر ولده من الكذب، ويطلب إليه أن لا يكذب، وفي أحد الأيام كذب الولد على أبيه كذبة أزعجت الأب، فما كان من الأب إلا أن قام وضرب الولد ضرباً شديداً، وهو يصرخ فيه: ألم أقل لك مائة مرة أن لا تكذب، فما كان من الولد الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره إلا أن قال لأبيه كلمة أوقفت يد الأب عن ضرب أبنه، قال له الولد: بابا أنت كذّاب ، إنها القدوة وأثرها في التربية
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
أيها الآباء أيتها الأمهات أنتم قدوة لأبنائكم في كلامكم، في معاملاتكم و في لباسكم وفي حركاتكم وفي سكناتكم وفي خوفكم من الله، فاتقوا الله في أنفسكم، وفي أولادكم، لأن الله سائل كلَّ راعٍ عن ما استرعاه أحفظ أم ضيع .
• سيدنا العباس بن عبد المطلب أنجب لنا ولداً أسمه عبد الله بن عباس نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا فكان حبرَ هذه الأمة .
• عمر بن الخطاب أنجب عبد الله بن عمر كان من كبار المحبين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
• علي بن أبي طالب أنجب لنا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
• عمر بن العاص أنجب لنا عبد الله بن عمر بن العاص .
• أبو بكر أنجب لنا عائشة وأسماء وغيرهم وغيرهم كثير .... كثير صنعوا أبناءاً
كراماً لأنهم اقتدوا بآبائهم وأمهاتهم، يوماً سنسأل أين أولادك .
في ختام هذه هذه الخطبة ما المطلوب منا ؟
المطلوب منا أمران اثنان :
• الأمر الأول : كن قدوة صالحة لأولادك .
• الأمر الثاني : صل أولادك بقدوة صالحة من العلماء والصالحين .


الحمد لله رب العالمين

أولادك لا يصلون أو أتعبوك من أجل أن يصلوا ؟



أولادك لا يصلون أو أتعبوك من أجل أن يصلوا ؟
تعالوا لتروا كيف تغيرونهم بإذن الله تعالى
عن إحدى الأخوات
تقول .. اقول لكم قصة وقعت معي انا
كانت بنتي بالخامس ابتدائي والصلاة ثقيلة عليها لدرجة اني قلت لها يوما قومي صلي وراقبتها فوجدتها أخذت السجادة ورمتها على الأرض وجاءتني سألتها هل صليت قالت نعم.. صدقوني بدون شعور صفعت وجهها
أعرف أني أخطأت.. ولكن الموقف ضايقني وبكيت وخاصمتها ولمتها وخوفتها من الله ولم ينفع معها كل هذا الكلام ..
لكن في يوم من الأيام ... قالت لي إحدى الصديقات قصة.. منقولة ..وهي: انها زارت قريبة لها عادية ليست كثيرة التدين لكن عندما حضرت الصلاة قام أولادها يصلون بدون أن تناديهم
تقول .. قلت لها : كيف يصلي أولادك من أنفسهم بدون خصام وتذكير ؟ !!!
قالت والله ليس عندي شي اقوله لك الا اني قبل أن أتزوج ادعو الله بهذا الدعاء وإلى يومنا هذا ادعو به
انا بعد نصيحتها هذه لزمت هذا الدعاء .. في سجودي وقبل التسليم وفي الوتر .. وفي كل اوقات الاجابه
والله يا اخواتي.. ان بنتي هذه الآن بالثانوي.. من اول مابدأت الدعاء وهي التي توقظنا للصلاة وتذكرنا بها واخوانها كلهم ولله الحمد حريصون على الصلاة !!
حتى امي زارتني ونامت عندي ولفت انتباهها ان بنتي تستيقظ وتدور علينا توقظنا للصلاة !!



أعرف .. أنكم الآن متشوقون لتعرفوا هذا الدعاء ..
الدعاء موجود في سورة ابراهيم والدعاء هو ...
(((
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي
رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ
﴿ابراهيم:٤٠﴾ )))
فالدعاء الدعاء الدعاء
وكما تعلمون الدعاء سلاح المؤمن